lundi 23 février 2009

ندوة بمعهد الصحافة و علوم الإخبار

غــــــــــــــــــــزة.....مــــــــــــــــاذا بـــــــــــــــــعـــــــــــد؟

أشرف طلبة ورشة الصحافة المكتوبة يوم الأربعاء 18 فيفري 2009 على عقد ندوة صحفية بعنوان "غزّة...ماذا بعد؟" بمقر معهد الصّحافة و علوم الإخبار.
و أثث مداخلات هذه النّدوة ثلّة من أساتذة المعهد و هم الأستاذ هاني مبارك، و الأستاذ يوسف بن رمضان، و الأستاذة حميدة البور و رئيسة تحرير جريدة الشّروق السّيدة فاطمة عبد الله الكراي.
و قد أحدث موضوع الندوة تفاعلا في صفوف الطلبة الذين حضروا بكثافة و طرحوا الأسئلة و أداروا النقاش و هذا إن دل على شي فهو يدل على إلمام الطلبة بالأحداث الجارية في العالم و القضية الفلسطينية بوجه خاص.
افتتح الندوة طالب من ورشة الصحافة المكتوبة حتى يضعنا في الإطار بعد أن وقف الحاضرون دقيقة صمت و تلوا الفتحة على أرواح الشهداء الفلسطينيين، ثم أعطى الكلمة إلى السيد هاني مبارك الذي كانت من نصيبه المداخلة الأولى.
تداعيات الحرب و التّوازنات السّياسية الفلسطينية الداخلية
"تداعيات الحرب و التّوازنات السّياسية الفلسطينية الداخلية" هو عنوان المداخلة، حيث أكد السيد هاني مبارك أنّ، و بعد 23 يوما من الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، الخسائر المادية كانت فادحة و من نصيب الفلسطينيين الذين كانوا يواجهون – ببندقيات صغيرة و أسلحة بسيطة– رابع أكبر جيش في العالم من حيث الأسلحة و التدريب و الخطط العسكرية، ليكون في مواجهتهم مدنيون.
أما سياسيا، فإن إسرائيل هي الخاسر الأكبر، وهو ما تؤكده المفاوضات الدولية الجارية إلى اليوم و التي تدين إسرائيل، فهي لم تجني من هذه الحرب سوى "الخزي و العار ضدّ شعب أعزل".
أما على مستوى التوازنات السياسة الفلسطينية الداخلية، فيرى السيد هاني مبارك بأنه لا خيار أمام الفلسطينيين بكل الفصائل سوى العودة إلى الوحدة الوطنية"، فحكومة مشتتة لن تنجح بل تحقق أماني إسرائيل.
التغطية الإعلامية للحرب و تجاذب المصالح
هل نجح الإعلام في تغطية الحرب على غزّة؟
في بداية مداخلتها رفضت السيدة فاطمة عبد الله الكراي استعمال كلمة "حرب" باعتبار أنها لا تنطبق على ما حصل في غزة، فالحرب تكون بين نظامين أو قوتين متكافئتين، بينما الذي حدث هو عدوان إسرائيلي على شعب محتل.
و أكدت السيدة الكراي أنه وجب الوقوف عند نقطتين أساسيتين، الأولى متمثلة في الدور الأمريكي في هذا العدوان و هو ما حجبه الإعلام بصفة عامة، إذ كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمد الكيان الصهيوني بالسلاح، فالتحالف الإسرائيلي الأمريكي هو تحالف عضوي و ليس موضوعي. والنقطة الثانية هي الاتفاقية الأمنية، فانتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية كان مدعاة للتغيير، و حتى لا يمس التحالف الإستراتيجي "العضوي" كان لا بد من شيء أقوى من التحالف السياسي و هو الاتفاق الأمني و الذي يعد من أخطر الاتفاقيات بين طرفين.
فقبل شهر من الآن ، يوم 17 جانفي أعلنت تل أبيب عن وقف النار من طرف واحد، فذلك حسب ما أكدت السيدة فاطمة لم يكن إلا بطلب من اوباما الذي لا يمكنه الدخول إلى الرئاسة و فلسطين ممطرة بالصواريخ و القنابل، فمن هنا جاءت الاتفاقية الأمنية.
فأوباما لا يستطيع أن يقول بأن إسرائيل مظلومة و صور الشهداء من أطفال و مدنيين فلسطينيين و الدمار الشامل بقطاع غزة نطقت و كانت أقوى من أيّ حطاب.
و عن تجاذب المصالح علقت السيدة فاطمة بقولها إن الإعلام ابن المصلحة و إن لكل إعلام مصلحته وأعطت لذلك أمثلة لمحطات تلفزيونية و إذاعية و صحف أجنبية كل منها تناولت الأحداث من منظور مصلحتها و منها من فشل لأنه و كما قلنا أن الصور نطقت خاصة و أنها لم تعد الصور حكرا على وكالات الأنباء أو و وسائل الإعلام التقليدية فشبكة الانترنت مثلت هي بدورها أرضية لفضح العدوان الإسرائيلي على غزة.
أما عن الإعلام العربي ترى السيدة الكراي "أنه ليس لنا إعلام عربي، بل إعلام أنظمة و إعلام جماهير، يمتلك الوسيلة لكنه حاوي".
وفي اختتام الندوة فتحت حلقة النقاش بين الأساتذة و الطلبة الذي أثروا أيضا هذا اللقاء و فتحوا آفاق أخرى للموضوع.

Aucun commentaire: